السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ} (151)

{ أم خلقنا الملائكة إناثاً وهم شاهدون } : وإنما خص علم المشاهدة ؛ لأن أمثال ذلك لا يعلم إلا به ، فإن الأنوثة ليست من لوازم ذاتهم لتمكن معرفته بالعقل الصرف مع ما فيه من الاستهزاء والإشعار بأنهم لفرط جهلهم يثبتونه كأنهم قد شاهدوا خلقهم . وأما الخبر فمفقود أيضاً ؛ لأن الخبر إنما يفيد العلم إذا علم كونه صدقاً قطعاً وهؤلاء الذين يخبرون عن هذا الحكم كذابون أفاكون لم يدل على صدقهم دليل . وهذا هو المراد من قوله تعالى : { ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون } أي : فيما زعموا .