الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{أَلَآ إِنَّهُم مِّنۡ إِفۡكِهِمۡ لَيَقُولُونَ} (151)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ألا إنهم من إفكهم} من كذبهم {ليقولون}. {ولد الله وإنهم لكاذبون}: في قولهم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"ألا إنّهُمْ مِنْ إفْكِهِمْ" يقول تعالى ذكره: ألا إن هؤلاء المشركين من كذبهم "لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللّهُ وإنّهُمْ لَكاذِبونَ "في قيلهم ذلك.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

يجوز أنهم يقولون ذلك، كالقائل قولاً عن ثلج صدر وطمأنينة نفس، لإفراط جهلهم، كأنهم قد شاهدوا خلقهم...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

أخبر تعالى عن فرقة منهم بلغ بها الإفك والكذب إلى أن قالت ولد الله الملائكة لأنه نكح في سروات الجن، وهذه فرقة من بني مدلج فيما روي...

الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :

" ألا إنهم من إفكهم "وهو أسوأ الكذب...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما اشتد تشوف السامع إلى أن يعلم حقيقة قولهم الذي تسبب عنها هذا الاستفتاء أعلم سبحانه بذلك في قوله مؤكداً إشارة إلى أنه قول يكاد أن لا يقر أحد أنه قاله، معجباً منهم فيه منادياً عليهم بما أبان من فضيحتهم بما قدم من استفتائهم:

{إلا أنهم من إفكهم} من أجل أن صرفهم الأمور عن وجوهها عادتهم {ليقولون} قولاً هم مستمرون عليه وإن كانوا لا يقدرون على إبرازه في مقام المناظرة...

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

استئناف من جهته غيرُ داخلٍ تحت الأمر بالاستفتاء، مسوقٌ لإبطالِ أصل مذهبِهم الفاسدِ؛ ببيان أنَّ مبناهُ ليس إلاَّ الإفكُ الصَّريحُ والافتراء القبيحُ من غير أنْ يكونَ لهم دليلٌ أو شبهة قطعاً، {وَإِنَّهُمْ لكاذبون} في قولِهم ذلك كَذِباً بيِّناً لا ريبَ فيه...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ارتقاء في تجهيلهم بأنهم يقولون المستحيل فضلاً على القول بلا دليل؛ فلذلك سماه إفكاً، والجملة معترضة بين جُمل الاستفتاء، و {ألاَ} حرف تنبيه للاهتمام بالخبر.

لذلك أعقبه بعطف {وإنهم لكاذِبُونَ} مؤكداً ب (إن) واللام، أي شأنهم الكذب في هذا وفي غيره من باطلهم، فليست الجملة تأكيداً لقوله: {مِن إفكِهم} كيف وهي معطوفة...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ثم ينتقل الحق سبحانه إلى قضية أخرى فيقول: {أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} إذن: فجُرْأتهم على الله لم تَنْتَهِ عند حدِّ وصفهم الملائكة بأنهم إناث، ولا عند نسبتهم البنات لله تعالى، بل وصلتْ جُرْأتهم إلى ذات الله سبحانه، فقالوا: {وَلَدَ اللَّهُ}.

وكأن الحق سبحانه يُفسح للمكابر ويُرْخِي له العنان حتى يقول كلمة تكشف كذبه، وتفضح ادعاءه، وتُظهر أن المكابر في أمر الدين أحمقُ غبيٌّ، لأنهم قالوا

{اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} [البقرة: 116] والآن يقولون (وَلَدَ اَللهُ) وفَرْق كبير بين القولين: (وَلَدَ اللهُ) نسبوا لله الولد مباشرة إنما (اتّخَذَ اللهُ وَلَداً) يعني: لم يلد إنما تبنَّى ولداً، فالأصل أنه ليس له ولد، لذلك اتخذ ولداً. وقد ردَّ الله على قولهم (وَلَدَ اللهُ) فقال:

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4].

وردَّ على قولهم: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} [البقرة: 116] فقال: {مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً} [الجن: 3].