السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَٰنٞ مُّبِينٞ} (156)

{ أفلا تذكّرون } أي : أنه تعالى منزه عن ذلك ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص بتخفيف الذال ، والباقون بالتشديد .

وأما النظر فمفقود من وجهين ؛ الأول : أن دليل العقل يقتضي فساد هذا المذهب ؛ لأنه تعالى أكمل الموجودات ، والأكمل له اصطفاء الأبناء على البنات يعني : أن إسناد الأفضل إلى الأفضل أقرب إلى العقل من إسناد الأخس إلى الأفضل ، فإن كان حكم العقل معتبراً في هذا الباب كان قولهم باطلاً ، الثاني : أن نترك الاستدلال على فساد مذهبهم بل نطالبهم بإثبات الدليل الدال على صحة مذهبهم وإذا لم يجدوا دليلاً ظهر بطلان مذهبهم . وهذا هو المراد بقوله تعالى : { أم لكم سلطان مبين } . أي : حجة واضحة أن لله ولداً .