فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمۡ لَكُمۡ سُلۡطَٰنٞ مُّبِينٞ} (156)

{ سلطان مبين } : حجة موضحة ، ودليل ظاهر .

{ أم لكم سلطان مبين } : إضراب من توبيخهم وتبكيتهم بما ذكر ، بتكليفهم ما لا يدخل تحت الوجود أصلا ، أي : ألكم حجة واضحة نزلت من السماء بأن الملائكة بناته تعالى ؟ ! ضرورة أن الحكم بذلك لابد له من سند حسي أو عقلي ، وحيث انتفى كلاهما-إذ لم تكونوا حاضرين مشاهدين خلق الملائكة ، حتى تتأتى منكم رؤية خلقتهم ، ولا سبيل إلى الدليل الحسي إلا هذا أو قد عجزتم عن الإتيان به ، ويستحيل عقلا أن يصطفي الملك الذي أوجدكم من العدم ، وأسبغ عليكم النعم ، يستحيل أن يختار لنفسه الأدون ، ويهبكم الجنس الأفضل ، فلا بد من سند نقلي .