السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{صٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ذِي ٱلذِّكۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي ست أو ثمان وثمانون آية ، وسبعمائة واثنتان وثمانون كلمة ، وثلاثة آلاف وتسعة وتسعون حرفاً .

{ بسم الله } المنزه عن كل شائبة نقص { الرحمان } الذي عم جوده سائر مخلوقاته { الرحيم } بمن خلقه .

واختلف في تفسير قوله تعالى : { ص } فقيل : قسم وقيل : هو اسم للسورة كما ذكرنا في سائر حروف التهجي في أوائل السور وقال محمد بن كعب القرظي : مفتاح اسمه الصمد وصادق الوعد ، وقال الضحاك : معناه صدق الله ، وروي عن ابن عباس : صدق محمد صلى الله عليه وسلم وقيل : معناه أن القرآن مركب من هذه الحروف وأنتم قادرون عليها ولستم قادرين على معارضته . { والقرآن } أي : الجامع مع البيان لكل خير { ذي الذكر } أي : الموعظة والتذكير وقال ابن عباس : ذي البيان ، وقال الضحاك : ذي الشرف ودليله قوله تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك } ( الزخرف : 44 ) ، فإن قيل : هذا قسم فأين المقسم عليه ؟ أجيب : بأنه محذوف تقديره : ما الأمر كما قال كفار مكة من تعدد الآلهة .