إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (52)

وقوله تعالى : { ثُمَّ قِيلَ } الخ ، تأكيدٌ للتوبيخ والعتابِ بوعيد العذابِ والعقابِ وهو عطفٌ على ما قدّر قبل آلآن { لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } إن وضعوا الكفرُ والتكذيبُ موضعَ الإيمان والتصديقِ ، أو ظلموا أنفسَهم بتعريضها للعذاب والهلاكِ ، ووضعُ الموصول موضع الضمير لذمهم بما في حيز الصلة والإشعارِ بعلّيته لإصابة ما أصابهم { ذُوقُواْ عَذَابَ الخلد } المؤلمَ على الدوام { هَلْ تُجْزَوْنَ } اليوم { إِلاَّ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ } في الدنيا من أصناف الكفر والمعاصي التي من جملتها ما مرّ من الاستعجال .