فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡخُلۡدِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ} (52)

{ ثم قيل للذين ظلموا } أنفسهم بالكفر وعدم الإيمان { ذوقوا عذاب الخلد } أي العذاب الدائم الذي لا ينقطع وهو عطف على ما قدر قبل الآن ، والمراد منه التقريع والتوبيخ لهم يوم القيامة على سبيل الإهانة أي قيل لهم أن هذا الذي تطلبونه ضرر محض عار عن النفع من كل وجه ، والعاقل لا يطلب ذلك ، والقائل لهم هذه المقالة قيل لهم خزنة جهنم ولا يبعد أن يكون القائل لذلك هم الأنبياء على الخصوص أو المؤمنون على العموم .

{ هل تجزون إلا بما كنتم تكسبون } في الحياة الدنيا من الكفر والمعاصي والأعمال والاستفهام للتقرير ، والاستثناء مفرغ وكأنه يقال لهم هذا القول عند استغاثتهم من العذاب وحلول النقمة بهم .