إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ} (96)

{ إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ } شروعٌ في بيان سرِّ إصرارِ الكفرة على ما هم عليه من الكفر والضلالِ أي ثبتت ووجبتْ بمقتضى المشيئةِ على الحكمة البالغة { كَلِمَةُ رَبِّكَ } حكمُه وقضاؤه بأنهم يموتون على الكفر ويخلدون في النار كقوله تعالى : { ولكن حَقَّ القول مِني لأملأن جَهَنَّمَ } إلى آخره { لاَ يُؤْمِنُونَ } أبداً إذ لا كذِبَ لكلامه ولا انتقاضَ لقضائه أي لا يؤمنون إيماناً نافعاً واقعاً في أوانه فيندرج فيهم المؤمنون عند معاينةِ العذابِ مثلَ فرعونَ باقياً عند الموتِ فيدخل فيهم المرتدون .