تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ} (96)

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) قوله : ( حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ ربك ) هو قوله عز وجل ( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )[ هود : 119و . . ] هذا يكون في الختم : من يختم به يعني بالكفر ، فقد حقت [ عليه ][ ساقطة من الأصل وم ] كلمة ربك ( لأملأن جهنم ) أو ( حقت عليهم كلمة ربك ) ما ذكر في آية أخرى ( أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب )الآية[ الأعراف : 37 ] وكلمة ربك ما ذكر ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة )[ الأنعام : 111 ] .

قوله تعالى : ( حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ ربك ) أي علم ربك بأحوالهم ، أي من كان علمه أنه لا يؤمن وقت اختياره الكفر كقوله : ( من يضلل الله فلا هادي له )[ الأعراف : 186 ] وقت اختياره الكفر ، وكذلك قوله : ( والله لا يهدي القوم الظالمين )[ البقرة : 258 ] وقت اختياره الظلم ونحو ذلك .

فالتأويل الأول : يرجع إلى الختم به والثاني : إلى وقت من يثبت عليه علم ربه أنه لا يؤمن في ذلك الوقت .