إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَدِينُونَ} (53)

أي لمبعوثون ومجزيُّون من الدِّينِ بمعنى الجزاء أو لمسوسُون يقال دانَه أي ساسَه ، ومنه الحديثُ : «العاقلُ من دانَ نفسَه{[692]} » وقيل كان رجلٌ تصدَّقَ بماله لوجه الله تعالى فاحتاج فاستجدَى بعضَ إخوانهِ فقال : أين مالكُ ، قال : تصدَّقتُ به ليعوضني الله تعالى في الآخرةِ خيراً منه فقال : أئنَّك لمن المُصدِّقين بيوم الدِّينِ ، أو المتصدِّقين لطلب الثَّوابِ والله لا أُعطيك شيئاً فيكون التَّعرُّضُ لذكر موتهم وكونِهم تُراباً وعظاماً حينئذٍ لتأكيدِ إنكار الجزاءِ المبني على إنكارِ البعث { قَالَ } أي ذلك القائلُ بعدما حكى لجلسائه مقالَ قرينهِ في الدُّنيا


[692]:أخرجه بلفظ (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) الترمذي في كتاب القيامة باب (25)؛ وابن ماجه في كتاب الزهد باب (31) وأحمد في (4/124).