إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ} (34)

{ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي يراعونَ شرائطَهَا ويكملونَ فرائضَهَا وسنَنَهَا ومستحباتِهَا وآدابِهَا ، وتكريرُ ذكرِ الصَّلاةِ ووصفِهِم بهَا أولاً وآخراً باعتبارينِ للدلالةِ على فضلِهَا وإنافتِهَا على سائرِ الطاعاتِ . وتكريرُ الموصولاتِ لتنزيلِ اختلافِ الصفاتِ منزلةَ اختلافِ الذواتِ ، كما في قولِ من قالَ : [ المتقارب ]

إِلَى المَلِكِ القَرْمِ وَابنِ الهُمَام *** وَلَيْثِ الكَتَائبِ في المُزْدَحَمْ{[798]}

إيذاناً بأنَّ كلَّ واحدٍ من الأوصافِ المذكورةِ نعتٌ جليلٌ على حيالِهِ له شأنٌ خطيرٌ مستتبعٌ لأحكامِ جَمةٍ حقيقٌ بأنْ يُفردَ له موصوفٌ مستقلٌّ ولا يجعلُ شيءٌ منها تتمةً للآخرِ .


[798]:وهو بلا نسبة في الإنصاف (2/469)؛ وخزانة الأدب (1/451)، (5/107)، (6/91)؛ وشرح قطر الندى (ص295).