جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي * اذْهَبَآ إِلَىَ فِرْعَوْنَ إِنّهُ طَغَىَ } .

يقول تعالى ذكره : " وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي " أنعمت عليك يا موسى هذه النعم ، ومننت عليك هذه المنن ، اجتباء مني لك ، واختيارا لرسالتي والبلاغ عني ، والقيام بأمري ونهيي

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي} (41)

من هنا ختم الامتنان بما هو الفذلكة ، وذلك جملة { واصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } الذي هو بمنزلة ردّ العجز على الصدر على قوله { ولتصنع على عيني إذ تمشي أختك } الآية ، وهو تخلص بديع إلى الغرض المقصود وهو الخطاب بأعمال الرسالة المبتدأ من قوله : { وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى } [ طه : 13 ] ومن قوله : { اذهب إلى فرعون إنّه طغى } [ طه : 24 ] .

والاصطناع : صنع الشيء باعتناء . واللام للأجْل ، أي لأجْل نفسي . والكلام تمثيل لِهيئة الاصطفاء لتبليغ الشريعة بهيئة من يصطنع شيئاً لفائدة نفسه فيصرف فيه غاية إتقان صنعه .