جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ} (17)

وقوله : يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلّدُونَ يقول تعالى ذكره : يطوف على هؤلاء السابقين الذين قرّبهم الله في جنات النعيم ، ولدان على سنّ واحدة ، لا يتغيرون ولا يموتون . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مُخَلّدُونَ قال : لا يموتون .

وقال آخرون : عنى بذلك أنهم قرّطون مسوّرون .

والذي هو أولى بالصواب في ذلك قول من قال معناه : إنهم لا يتغيرون ، ولا يموتون ، لأن ذلك أظهر معنييه ، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط : إنه لمخلد ، وإنما هو مفعل من الخلد .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{يَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ} (17)

وقوله : { يطوف عليهم ولدان مخلدون } بيان لجملة { في جنات النعيم } [ الواقعة : 12 ] وتقدم قريب منه في سورة الصافات .

والطواف : المشي المكرر حول شيء وهو يقتضي الملازمة للشيء . ووصف الولدان بالمخلدين ، أي دائمين على الطواف عليهم ومناولتهم لا ينقطعون عن ذلك . وإذ قد ألفوا رؤيتهم فمن النعمة دوامهم معهم . وقد فسر { مخلدون } بأنهم مخلدون في صفة الولدان ، أي بالشباب والغضاضة ، أي ليسوا كولدان الدنيا يصيرون قريباً فتياناً فكهولاً فشيوخاً .

وفسره أبو عبيدة بأنهم مقرطون بالأقراط . والقرط يسمى خُلْداً وخَلَدا وجمعه خِلَدَة كقِردة وهي لغة حميرية استعملها العرب كلهم وكانوا يحسِّنون غلمانهم بالأقراط في الآذان .