جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (45)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ أَرْسَلْنَا مُوسَىَ وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مّبِينٍ * إِلَىَ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً عَالِينَ } .

يقول تعالى ذكره : ثم أرسلنا بعد الرسل الذين وصف صفتهم قبل هذه الاَية ، موسى وأخاه هارون إلى فرعون وأشراف قومه من القبط بآياتِنَا يقول : بحججنا ، فاسْتَكْبَرُوا عن اتّباعها والإيمان بما جاءهم به من عند الله . وكانُوا قَوْما عالِينَ يقول : وكانوا قوما عالين على أهل ناحيتهم ومن في بلادهم من بني إسرائيل وغيرهم بالظلم ، قاهرين لهم .

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، وقوله : وكانُوا قَوْما عالِينَ قال : عَلَوا على رسلهم وعصَوا ربهم ذلك علوّهم . وقرأ : تِلكَ الدّارُ الاَخِرَةُ… الاَية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (45)

{ ثم } هنا على بابها لترتيب الأمور واقتضاء المهلة ، و «الآيات » التي جاء بها { موسى } و { هارون } هي اليد والعصا اللتان اقترن بهما التحدي وهما «السلطان المبين » ، ويدخل في عموم اللفظ سائر آياتهما كالبحر والمرسلات الست{[8490]} ، وأما غير ذلك مما جرى بعد الخروج من البحر فليست تلك لفرعون بل هي خاصة ببني إسرائيل .


[8490]:المرسلات الست هي التي أرسلها الله عليهم وذكرها في سورة الأعراف، وهي: الطوفان والجراد والقمل والضفاد ع والدم والرجز.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (45)

الآيات : المعجزات ، وإضافتها إلى ضمير الجلالة للتنويه بها وتعظيمها . والسلطان المبين : الحجة الواضحة التي لقنها الله موسى فانتهضت على فرعون وملئه . والباء للملابسة ، أي بعثناه ملابساً للمعجزات والحجة .