الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ وَأَخَاهُ هَٰرُونَ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (45)

فإن قلت : ما المراد بالسلطان المبين ؟ قلت : يجوز أن تراد العصا ، لأنها كانت أمّ آيات موسى وأُولاها ، وقد تعلقت بها معجزات شتى : من انقلابها حية ، وتلقفها ما أفكته السحرة ، وانفلاق البحر ، وانفجار العيون من الحجر بضربهما بها ، وكونها حارساً ، وشمعة ، وشجرة خضراء مثمرة ، ودلوا ورشاء . وجعلت كأنها ليست بعضها لما استبدت به من الفضل ، فلذلك عطفت عليها كقوله تعالى : { وَجِبْرِيلَ وميكال } [ البقرة : 98 ] ويجوز أن تراد الآيات أنفسها ، أي : هي آيات وحجّة بيّنة .