وقوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ يقول تعالى ذكره : يوم تكون السماء كالشيء المذاب ، وقد بينت معنى المهل فيما مضى بشواهده ، واختلاف المختلفين فيه ، وذكرنا ما قال فيه السلف ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ قال : كَعَكَرِ الزيت .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ تتحوّل يومئذٍ لونا آخر إلى الحمرة .
وقوله تعالى : { يوم تكون } نصب بإضمار فعل أو على البدل من الضمير المنصوب . و «المهل » : عكر الزيت قاله ابن عباس وغيره ، فهي{[11317]} لسوادها وانكدار أنوارها تشبه ذلك . والمهل أيضاً : ماء أذيب من فضة ونحوها قاله ابن مسعود وغيره{[11318]} : فيجيء له ألوان وتميع مختلط ، والسماء أيضاً - للأهوال التي تدركها - تصير مثل ذلك .
يجوز أن يتعلق { يوم تكون السماء } بفعل { تعرج } [ المعارج : 4 ] ، أو أن يتعلق ب { يَوَدُّ المجرم } قدم عليه للاهتمام بذكر اليوم فيكون قوله : { يوم تكون السماء كالمهل } ابتداء كلام ، والجملة المجعولة مبدأ كلام تجعل بدل اشتمال من جملة { ولا يسأل حميم حميماً } لأن عدم المساءلة مسبب عن شدة الهَول ، ومما يشتمل عليه ذلك أن يود المَوَل لو يفتدي من ذلك العذاب .
و { المُهل } : دُردِيّ الزيتتِ .
والمعنى : تشبيه السماء في انحلال أجزائها بالزيت ، وهذا كقوله في سورة الرحمان ( 37 ) { فكانت وردة كالدِهان }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.