جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَكَفَىَ بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ } .

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل شركاء المشركين من الاَلهة والأوثان لهم يوم القيامة ، إذ قال المشركون بالله لها : إياكم كنا نعبد ، كفى بالله شهيدا بيننا وبينكم أي إنها تقول : حسبنا الله شاهدا بيننا وبينكم أيها المشركون ، فإنه قد علم أنا ما علمنا ما تقولون . إنّا كُنّا عَنْ عَبادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ يقول : ما كنا عن عبادتكم إيانا دون الله إلا غافلين ، لا نشعر به ولا نعلم . كما :

حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو حذيفة ، قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : إنْ كُنّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ قال : ذلك كلّ شيء يُعبد من دون الله .

حدثني المثنى ، قال : ثني إسحاق ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال مجاهد : إنْ كُنّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ قال : يقول ذلك كلّ شيء كان يعبد من دون الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيدَۢا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ إِن كُنَّا عَنۡ عِبَادَتِكُمۡ لَغَٰفِلِينَ} (29)

و { شهيداً } نصب عل التمييز ، وقيل على الحال ، «وأن » هذه عند سيبويه هي مخففة موجبة حرف ابتداء ولزمتها اللام فرقاً بينها وبين «إن » النافية ، وقال الفراء : «إن » بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا .