جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ} (3)

وقوله : وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ يقول تعالى ذكره : والذين هم عن الباطل وما يكرهه الله من خلقه معرضون .

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ يقول : الباطل .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن : عَنِ اللّغْوِ مُعْرِضُونَ قال : عن المعاصي .

حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الحسن ، مثله .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وَالّذِينَ هُمْ عَنِ اللّغو مُعْرِضُونَ قال : النبيّ صلى الله عليه وسلم ومن معه من صحابته ، ممن آمن به واتبعه وصدقه ، كانوا عن اللغْوِ معرضين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ} (3)

{ والذين هم عن اللغو } عما لا يعنيهم من قول أو فعل . { معرضون } لما بهم من الجد ما شغلهم عنه ، وهو أبلغ من الذين لا يلهون من وجوه جعل الجملة اسمية وبناء الحكم على الضمير ، والتعبير عنه بالاسم وتقديم الصلة عليه وإقامة الإعراض مقام الترك ليدل على بعدهم عنه رأسا مباشرة وتسببا وميلا وحضورا ، فإن أصله أن يكون في عرض غير عرضه وكذلك قوله : { والذين هم للزكاة فاعلون } .