فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ} (3)

{ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } قال الزجاج : اللغو هو كل باطل ولهو وهزل ومعصية وما لا يجمل من القول والفعل ، وقد تقدم تفسيره في البقرة . وقال الضحاك : إن اللغو هنا الشرك . وقال الحسن : إنه المعاصي كلها ، وقيل هو معارضة الكفار بالسب والشتم . وقال ابن عباس : اللغو الباطل . وقيل المراد باللغو كل ما كان حراما أو مكروها أو مباحا لم تدع إليه ضرورة ولا حاجة .

والمعنى أن لهم من الجد ما شغلهم عن الهزل ، وفي وصفهم بالخشوع أولا وبالإعراض ثانيا جمع لهم الفعل والترك الشاقين على الأنفس اللذين هما قاعدتا بناء التكليف ، ومعنى إعراضهم عنه تجنبهم له وعدم التفاتهم إليه ، وظاهره اتصافهم بصفة الإعراض عن اللغو في كل الأوقات ، فيدخل وقت الصلاة في ذلك دخولا أوليا ، كما تفيده الجملة الاسمية .