اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ} (3)

قوله : { والذين هُمْ عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ } قال عطاء{[32133]} عن ابن عباس : عن الشرك{[32134]} .

وقال الحسن : عن المعاصي{[32135]} . وقال الزجاج : كل باطل ، ولهو{[32136]} وما لا يجمل{[32137]} من القول والفعل{[32138]} . وقيل : هو معارضة الكفار بالشتم والسب ، قال الله تعالى : { وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً }{[32139]} [ الفرقان : 72 ] أي : إذا سمعوا الكلام القبيح أكرموا أنفسهم عن الدخول فيه{[32140]} .

واعلم أن اللغو قد يكون كفراً كقوله تعالى : { لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ }{[32141]} [ فصلت : 26 ] ، وقد يكون كذباً لقوله{[32142]} تعالى : { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً }{[32143]} [ الغاشية : 11 ] ، وقوله : { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً }{[32144]} [ الواقعة : 25 ] . ولما وصفهم بالخشوع في الصلاة أتبعه بوصفهم بالإعراض عن اللغو ليجمع لهم الفعل والترك {[32145]} .


[32133]:من هنا نقله ابن عادل عن البغوي 6/6.
[32134]:في الأصل: عن الشعبي وهو تحريف.
[32135]:في الأصل: عن ابن العاصي. وهو تحريف.
[32136]:في ب: وهو. وهو تحريف.
[32137]:في ب: يحل. وهو تحريف.
[32138]:قال الزجاج: (اللغو كل لعب وهزل، وكل معصية فمطرحة ملغاة، وهم الذين قد شغلهم الجد فيما أمرهم الله به عن اللغو) معاني القرآن وإعرابه 4/6.
[32139]:من قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72].
[32140]:آخر ما نقله هنا عن البغوي 6/6.
[32141]:من قوله تعالى: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} [فصلت: 26].
[32142]:في الأصل: كقوله وهو تحريف.
[32143]:[الغاشية: 11].
[32144]:[الواقعة: 25]. انظر الفخر الرازي 23/80.
[32145]:انظر الفخر الرازي 23/80.