القول في تأويل قوله تعالى : { كَذّبَ أَصْحَابُ الأيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ } .
يقول تعالى ذكره : كَذّبَ أصَحابُ الأَيْكَةِ . والأيكة : الشجر الملتفّ ، وهي واحدة الأيك ، وكلّ شجر ملتفّ فهو عند العرب أيكة ومنه قول نابغة بني ذبيان :
تَجْلُو بِقادِمَتيْ حَمامَةِ أيْكَةٍ *** بَرَدا أُسِفّ لِثاتُهُ بالإثْمِدِ
وأصحاب الأيكة : هم أهل مَدْيَنَ فيما ذُكر . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله كَذّبَ أصَحابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ يقول : أصحاب الغيضة .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله كَذّبَ أصَحابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ قال : الأيكة : مجمع الشجر .
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جُرَيج ، قال : قال ابن عباس ، قوله كَذّبَ أصَحابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ قال : أهل مدين ، والأيكة : الملتفّ من الشجر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله كَذّبَ أصَحابُ الأَيْكَةِ المُرْسَلِينَ قال : الأيكة : الشجر ، بعث الله شعيبا إلى قومه من أهل مدين ، وإلى أهل البادية ، قال : وهم أصحاب ليكة ، وليكة والأيكة : واحد .
{ كذب أصحاب الأيكة المرسلين } الأيكة غيضة تنبت ناعم الشجر يريد غيضة بقرب مدين تسكنها طائفة فبعث الله إليهم شعيبا كما بعثه إلى مدين وكان أجنبيا منهم فلذلك قال : { إذ قال لهم شعيب ألا تتقون } .
وقيل الأيكة شجرة ملتف وكان شجرهم الدوم وهو المقل ، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر " ليكة " بحذف الهمزة وإبقاء حركتها على اللام وقرئت كذلك مفتوحة على أنه ليكة وهي اسم بلدتهم ، وإنما كتبت ها هنا وفي ص بغير ألف أتباعا للفظ { إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.