الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (176)

قوله : { كذب أصحاب ليكة المرسلين }[ 176 ] .

قال أبو عبيد{[51467]} : ليكة اسم قرية . والأيكة اسم البلد كله{[51468]} . وترك الصرف على قراءة{[51469]} نافع ومن تبعه{[51470]} يدل على ما قاله قتادة : أرسل شعيب{[51471]} إلى قوم{[51472]} أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة{[51473]} .

والأيكة{[51474]} غيضة{[51475]} من شجر ملتف{[51476]} . وكان عامة شجرهم الدوم{[51477]} وهو شجر المقل وكان شعيب من ولد أبي{[51478]} أهل مدين ولذلك قال : { وإلى مدين أخاهم شعيبا } ، ولم يكن من ولد أبي{[51479]} أصحاب الأيكة .


[51467]:ز: أبو عبيدة.
[51468]:"كله" سقطت من ز.
[51469]:ز: متلقطهم.
[51470]:ز: يتبعه.
[51471]:قيل في نسبه: إنه ابن ميكيل بن يشجن، أو أنه ابن يشخر بن لاوى بن يعقوب، وقيل غير ذلك، يقال: إن أمه بنت لوط. وقد آمن شعيب بإبراهيم عليهما السلام، وهاجر معه بعد نجاته من النار إلى الشام، وقد بعثه الله إلى أهل مدين، وهم من سلالة إبراهيم وكانوا يسكنون قريبا من معان بأطراف الشام، كما بعثه إلى أهل الأيكة وهي شجرة أيك في بقعة كثيرة الأشجار بين ساحل البحر الأحمر ومدين. انظر: معجم الأعلام والألفاظ القرآنية ص269.
[51472]:"قوم" سقطت من ز.
[51473]:والذي ذهب إليه الحافظ ابن كثير أن الأيكة هم أهل مدين على الصحيح، وكان نبي الله شعيب من أنفسهم وإنما لم يقل ههنا أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة، وهي شجرة، وقيل شجر ملتف كالغيضة كانوا يعبدونها، فلهذا لما قال: {كذب أصحاب ليكة المرسلين} لم يقل: إذ قال لهم أخوهم شعيب، وإنما قال "إذ قال لهم شعيب" فقطع نسب الأخوة بينهم المعنى الذي نسبوا إليه، وإن كان أخاهم نسبا، ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة، فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين، فزعم أن شعيبا عليه السلام بعثه الله إلى أمتين، ومنهم من قال: ثلاث أمم.انظر: ابن كثير 5/202، والدر المنثور19/319.
[51474]:ز: وليكة.
[51475]:ز: غيض.
[51476]:"ملتف" سقطت من ز.
[51477]:ز: الروم.
[51478]:ز: ابن.
[51479]:ز: ابن.