السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (176)

ثم أتبع قصة لوط عليه السلام بقصة شعيب عليه السلام وهي القصة السابعة قال تعالى : { كذب أصحاب الأيكة } أي : الغيضة ذات الأرض الجيدة التي تبتلع الماء فتنبت الشجر الكثير الملتف { المرسلين } لتكذيبهم شعيباً عليه السلام فيما أتى به من المعجزة المساوية في خرق العادة وعجز المتحدين بها عن مقاومتها لبقية المعجزات الآتي بها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر لَيكة بلام مفتوحة من غير ألف وصل وياء ساكنة ولا همزة قبلها وفتح تاء التأنيث ، والباقون بإسكان اللام وقبلها وصل وبعد اللام همزة مفتوحة بعدها ياء ساكنة وخفض تاء التأنيث ، قال أبو عبيدة : وجدنا في بعض التفاسير الفرق بين ليكة والأيكة فقيل : ليكة هو اسم للقرية التي كانوا فيها ، والأيكة : البلاد كلها فصار الفرق بينهما شبيهاً لما بين مكة وبكة .