الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كَذَّبَ أَصۡحَٰبُ لۡـَٔيۡكَةِ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (176)

وقوله تعالى : { كَذَّبَ أصحاب الأيْكَةِ المرسلين } [ الشعراء : 176 ] .

قرأ نافع وابن كثير وابن عامر : «أَصْحَابُ لَيْكَةَ » على وزن فَعْلَةَ هنا ، وفي ص وقرأ الباقون : «الأَيْكَةِ » وهي : الدوحة المُلْتَفَّةُ من الشجر على الإطلاق ، وقيل من شجر معروف له غضارة تألفه الحمام والقُمَارِيُّ ونحوها ، و«لَيْكَة » اسم البلد في قراءة مَنْ قرأ ذلك قاله بعض المفسرين ، وذهب قوم إلى أَنَّها مُسَهَّلَةٌ من الأيكة ، أَنَّها وقعت في المصحف هنا وفي «ص » بغير ألف .

وقوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المرسلين } [ الشعراء : 105 ] وكذلك ما بعده بلفظ الجمع من حيث إنَّ تكذيب نَبِيٍّ واحد يستلزم تَكْذِيبَ جميعَ الأنبياء لأَنَّهم كلهم يدعون الخلق إلى الإيمان باللّه تعالى واليوم الآخر .