جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ} (5)

القول في تأويل قوله تعالى :

{ إِنّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلاَ فِي السّمَآءِ }

يعني بذلك جلّ ثناؤه : إن الله لا يخفى عليه شيء وهو في الأرض ولا شيء وهو في السماء . يقول : فيكف يخفى عليّ يا محمد ، وأنا علام جميع الأشياء ، ما يُضَاهَى به هؤلاء الذين يجادلونك في آيات الله من نصارى جران في عيسى ابن مريم في مقالتهم التي يقولونها فيه ؟ كما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير : { إنّ اللّهَ لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ } أي قد علم ما يريدون وما يكيدون وما يضاهون بقولهم في عيسى إذ جعلوه ربا وإلها ، وعندهم من علمه غير ذلك ، غرّةً بالله وكفرا به .