التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا} (5)

وقوله - تعالى - : { فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً . إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً . وَنَرَاهُ قَرِيباً . . . } متفرع على قوله - سبحانه - { سَأَلَ سَآئِلٌ } لأن السؤال كان سؤال استهزاء ، يضيق به الصدر ، وتغتم له النفس .

والصبر الجميل : هو الصبر الذى لا شكوى معه لغير الله - عز وجل - ولا يخالطه شىء من الجزع ، أو التبرم بقضاء الله وقدره .

أى : لقد سألوك - أيها الرسول الكريم - عن يوم القيامة ، وعن العذاب الذى تهددهم به . . . سؤال تهكم واستعجال . . . فاصبر صبرا جميلا على غرورهم وجحودهم وجهالاتهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا} (5)

اعتراض مفرع : إِما على ما يومىء إليه { سأَل سائل } [ المعارج : 1 ] من أنه سؤال استهزاء ، فهذا تثبيت للنبيء صلى الله عليه وسلم وإما على { سأل سائل } بمعنى : دعا داع .

فالفاء لتفريع الأمر بالصبر على جملة { سال سائل إذا كان ذلك السؤال بمعنييه استهزاء وتعريضاً بالتكذيب فشأنه أن لا تصبر عليه النفوس في العرف .

والصبر الجميل : الصبر الحسن في نوعه وهو الذي لا يخالطه شيء مما ينافي حقيقة الصبر ، أي اصبر صبراً محضاً ، فإن جمال الحقائق الكاملة بخلوصها عما يعَكر معناها من بقايا أضدادها ، وقد مضى قوله تعالى عن يعقوب فصبْرٌ جميل في سورة يوسف ( 18 ) وسيجيء قوله تعالى : { واهجرهم هجراً جميلاً } في المزمل ( 10 ) .