الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا} (5)

فإن قلت : بم يتعلق قوله { فاصبر } ؟ قلت : بسأل سائل ؛ لأنّ استعجال النصر بالعذاب إنما كان على وجه الاستهزاء برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والتكذيب بالوحي ، وكان ذلك مما يضجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر بالصبر عليه ، وكذلك من سأل عن العذاب لمن هو ، فإنما سأل على طريق التعنت ، وكان من كفار مكة . ومن قرأ : «سال سائل » أو سيل ، فمعناه : جاء العذاب لقرب وقوعه ، فاصبر فقد شارفت الانتقام ، وقد جعل { فِى يَوْمٍ } من صلة { وَاقِعٍ } أي : يقع في يوم طويل مقداره خمسون ألف سنة من سنيكم ، وهو يوم القيامة : إما أن يكون استطالة له لشدّته على الكفار ، وإما لأنه على الحقيقة كذلك . قيل : فيه خمسون موطناً كل موطن ألف سنة ، وما قدر ذلك على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر .