نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَٱصۡبِرۡ صَبۡرٗا جَمِيلًا} (5)

ولما كان هذا كله تسلية{[68283]} للنبي صلى الله عليه وسلم عن استعجالهم إياه بالعذاب استهزاء وتكذيباً سواء أريد تصوير العظمة أو العذاب ، سبب عنه قوله : { فاصبر } أي على أذاهم ولا ينفك ذلك عن تبليغهم فإنك شارفت وقت{[68284]} الانتقام منهم أيها الفاتح الخاتم الذي لم أبين{[68285]} لأحد ما بينت على لسانه ، والصبر : حبس النفس على المكروه من الإقدام أو الإحجام ، وجماله بسكون الظاهر{[68286]} بالتثبت والباطن{[68287]} بالعرفان{[68288]} { صبراً جميلاً * } أي لا يشوبه شيء من اضطراب ولا{[68289]} استثقال ، ولا شكوى ولا استعجال ، فإن عذابهم{[68290]} ونصرك عليهم لعظمة من أرسلك ، فلا بد من وقوعه لأن القدح فيه والتكذيب به قدح{[68291]} فيها ، وهذا قبل الأمر بالقتال .


[68283]:- في م: مسليا.
[68284]:- زيد من ظ وم.
[68285]:- من ظ وم، وفي الأصل: لم تبين.
[68286]:- من ظ وم، وفي الأصل: الظواهر.
[68287]:-من ظ وفي الأصل: البواطن.
[68288]:- زيد في الأصل: بقوله، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68289]:- زيد من ظ وم.
[68290]:- من ظ وم، وفي الأصل: عذابك لهم.
[68291]:- من ظ وفي الأصل: قدحا.