التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (57)

ثم ذكر - سبحانه - مقالة أخرى مما تقوله تلك النفس فقال : { أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ الله هَدَانِي } إلى طاعته واتباع دينه { لَكُنتُ مِنَ المتقين } للشرك والمعاصى ، ومن الذين صانوا أنفسهم عما يغضبه - سبحانه - ولا يرضيه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (57)

وقوله : { أو تقول } في الموضعين عطف على قوله : { أن تقول } الأول . و : { كرة } مصدر من كر يكر . وقوله : { فأكون } نصب بأن مضمرة مقدرة ، وهو عطف على قول : { كرة } والمراد : لو أن لي كرة فكونا ، فلذلك احتيج إلى : ليكون مع الفعل بتأويل المصدر ، ونحوه قول الشاعر أنشده الفراء : [ الطويل ]

فما لك منها غير ذكرى وحسبة . . . وتسأل عن ركبانها أين يمموا ؟{[9920]}


[9920]:هذا البيت من شواهد الفراء في (معاني)، قال: إن النصب في قوله تعالى:[فأكون] جواب للو، وإن شئت جعلته مردودا على تأويل(أن) تضمرها في "الكرة"، كما تقول: لو أن لي أن أكر فأكون، ...ثم قال: وأنشدني: فما لك...البيت". والشاهد فيه قوله:و(تسأل)؛ إذ يجوز فيه النصب بتقدير(أن)، ليعطف على(ذكرى) لأنها اسم،و(تسأل) فعل، فإذا ما قدرنا(أن) صارت هي والفعل بعدها اسما فجاز عطفه على الاسم قبله، فيصبح تقدير الكلام: فما لك منها غير الذكرى والسؤال، وهو في هذا كالبيت المشهور الذي قالته ميسون بنت بحدل زوج معاوية بن أبي سفيان: للبس عباءة وتقر عيني أحب إلي من لبس الشفوف هذا، وقد روي بيتنا هنا:و(حِسبة) بدلا من (خشية)، وروي أيضا:(وحسرة)، على أنه يجوز هنا في البيت و (تسأل) بالرفع-لأنه لم تسبقه(أن) الناصبة.