التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (57)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي في قوله { يا حسرتا } قال : الندامة .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله { على ما فرطت في جنب الله } قال : في أمر الله .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين } قال : فلم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى جعل يسخر بأهل طاعة الله ، قال : هذا قول صنف منهم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة { يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } الآية ، قال : هذا قول صنف منهم { أو تقول لو أن الله هداني } الآية ، قال : هذا قول صنف آخر : { أو تقول حين ترى العذاب } . . الآية ، يعني بقوله { لو أن لي كرة } رجعة إلى الدنيا ، قال : هذا صنف آخر .

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } قال : أخبر الله ما العباد قائلوه قبل أن يقولوه ، وعملهم قبل أن يعملوه ، قال : { ولا ينبئك مثل خبير } { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله أو تقول لو أن الله هداني } . . . إلى قوله { فأكون من المحسنين } يقول : من المهتدين ، فأخبر الله سبحانه أنهم ولو ردوا لم يقروا على الهدى ، وقال : { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون } وقال : { ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة } ، قال : ولو ردوا إلى الدنيا لحيل بينهم وبين الهدى ، كما حلنا بينهم وبينه أول مرة في الدنيا .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة يقول الله ردا لقولهم ، وتكذيبا لهم ، يعني لقول القائلين : { لو أن الله هداني } ، والصنف الآخر : { بلى قد جاءتك آياتي } . . . الآية .