البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (57)

{ أو تقول لو أن الله هداني } : أي خلق في الهداية بالإلجاء ، وهو خارج عن الحكمة ، أو بالألطاف ، ولم يكن من أهلها فيلطف به ، أو بالوحي ، فقد كان ، ولكنه أعرض ، ولم يتبعه حتى يهتدي .

وإنما يقول هذا تحيراً في أمره ، وتعللاً بما يجدي عليه .

كما حكى عنهم التعلل بإغواء الرؤساء والشياطين ونحوه : لو هدانا الله لهديناكم .

انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال .