الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَوۡ تَقُولَ لَوۡ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَىٰنِي لَكُنتُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ} (57)

{ لَوْ أَنَّ الله هدانى } لا يخلو : إما أن يريد به الهداية بالإلجاء أو بالإلطاف أو بالوحي ، فالإلجاء خارج عن الحكمة ، ولم يكن من أهل الإلطاف فليلطف به . وأما الوحي فقد كان ، ولكنه عرض ولن يتبعه حتى يهتدي ، وإنما يقول هذا تحيراً في أمره وتعللاً بما لا يجدي عليه ، كما حكى عنهم التعلل بإغواء الرؤوساء والشياطين ونحو ذلك ونحوه { لَوْ هَدَانَا الله لَهَدَيْنَاكُمْ } [ إبراهيم : 21 ] .