ثم فصل - سبحانه - ما دار بين إبراهيم وضيوفه فقال : { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً . . } .
والظرف " إذ " منصوب على أنه مفعول به لفعل مقدر .
أى : ونبئهم - أيضًا - أيها الرسول الكريم - عن ضيف إبراهيم ، وقت أن دخلوا عليه ، فقالوا له على سبيل الدعاء أو التحية { سلاما } أى : سلمت سلاما . أو سلمنا سلاما .
فلفظ { سلاما } منصوب بفعل محذوف .
وقوله - سبحانه - { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } بيان لما رد به إبراهيم - عليه السلام - على الملائكة .
و { وجلون } جمع وجل ، والوجل : اضطراب يعترى النفس لتوقع حدوث مكروه . يقال : وجل الرجل وجلا فهو وجل إذا خاف .
أى : قال لهم إبراهيم بعد أن دخلوا عليه وبادروه بالتحية إنا منكم خائفون .
وقال { إنا منكم . . . } بصيغة الجمع ، لأنه قصد أن الخوف منهم قد اعتراه هو ، واعترى أهله معه .
وكان من أسباب خوفه منهم ، أنهم دخلوا عليه بدون إذن ، وفى غير وقت الزيارة وبدون معرفة سابقة لهم ، وأنهم لم يأكلوا من الطعام الذي قدمه إليهم . .
هذا ، وقد ذكر - سبحانه في سورة الذاريات أنه رد عليهم السلام فقال - تعالى - { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ المكرمين إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } كما بين - سبحانه - في سورة هود أن من أسباب خوفه منهم ، عدم أكلهم من طعامه . قال - تعالى - : { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً . . . } أى خاف إبراهيم لما رأى أيدى الضيف لا تصل إلى طعامه .
وقوله { سلاماً } مصدر منصوب بفعل مضمر تقديره سلمنا أو نسلم سلاماً ، والسلام هنا التحية ، وقوله { سلاماً } حكاية قولهم فلا يعمل القول فيه ، وإنما يعمل إذا كان ما بعده ترجمة عن كلام ليس يحكى بعينه كما تقول لمن قال لا إله إلا الله قلت حقاً ونحو هذا وقوله { إنا منكم وجلون } أي فزعون ، وإنما وجل إبراهيم عليه السلام منهم لما قدم إليهم العجل الحنيذ فلم يرهم يأكلون ، وكانت عندهم العلامة المؤمنة أكل الطعام ، وكذلك هو في غابر الدهر أمنة للنازل والمنزول به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.