التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

{ إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } والحميم . هو الماء الذى بلغ الغاية فى الحرارة . والغساق : هو ما يسيل من جلودهم من القيح والدماء والصديد . يقا : غسق الجرح - كضرب وسمع - غسقانا ، إذا سالت منه مياه صفراء . أى : أن هؤلاء الطغاة لا يذوقون فى جهنم شيئا نم الهواء البارد ، ولا من الشراب النافع ، لكنهم يذوقون فيها الماء الذى بلغ النهاية فى الحرارة والصديد الذى يسيل من جروحهم وجلودهم .

فالاستثناء فى قوله { إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } ، استثناء منقطع ، لأن الحميم ليس من جنس البرد فى شئ ، وكذلك الغساق ليس من جنس الشراب فى شئ .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

قال أبو العالية : استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق . وكذا قال الربيع بن أنس . فأما الحميم : فهو الحار الذي قد انتهى حره وحُموه . والغَسَّاق : هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم ، فهو بارد لا يستطاع من برده ، ولا يواجه من نتنه . وقد قدمنا الكلام على الغساق في سورة " ص " {[29663]} بما أغنى عن إعادته ، أجارنا الله من ذلك ، بمنه وكرمه .

قال ابن جرير : وقيل : المراد بقوله : { لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا } يعني : النوم ، كما قال الكندي :

بَرَدت مَرَاشفها عَلَيّ فصدّني *** عنها وَعَنْ قُبُلاتها ، البَرْدُ

يعني بالبرد : النعاس والنوم{[29664]} هكذا ذكره ولم يَعزُه إلى أحد . وقد رواه ابن أبي حاتم ، من طريق السدي ، عن مرة الطيب . ونقله عن مجاهد أيضا . وحكاه البغوي عن أبي عُبَيدة ، والكسائي أيضا .


[29663]:- (1) انظر تفسير الآية: 57 من سورة "ص".
[29664]:- (2) تفسير الطبري (30/9).