التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِينَ} (77)

{ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين } أى : وجعلنا ذريته من بعده هم الذين بقوا وبقى نسلهم من بعدهم ، وذلك لأن الله - تعالى - أهكل جميع الكافرين من قومه ، أما من كان معه من المؤمنين من غير ذريته ، فقد قيل إنهم ماتوا ، ولم يبق سوى أولاده .

قال ابن كثير : قوله - تعالى - { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين } قال ابن عباس : لم تبق إلا ذرية نوح .

وقال قتادة : الناس كلهم من ذرية نوح .

وروى الترمذى وابن جرير وابن أبى حاتم عن سمرة عن النبى صلى الله عليه وسلم فى قوله : { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الباقين } قال : " هم سام ، وحام ، ويافث " .

وروى الإِمام أحمد - بسنده - عن سمرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " سام أبو العرب ، وحام أبو الحبش ، ويافث أبو الروم " .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَجَعَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِينَ} (77)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وجعلنا ذريته} ولد نوح.

{هم الباقين} ذلك أن أهل السفينة ماتوا، ولم يكن لهم نسل غير ولد نوح، وكان الناس من ولد نوح، فلذلك قال: {هم الباقين}.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَجَعَلْنا ذُرّيّتَهُ هُمُ الباقِينَ" يقول: وجعلنا ذرّية نوح هم الذين بقوا في الأرض بعد مَهْلَك قومه، وذلك أن الناس كلهم من بعد مَهْلَك نوح إلى اليوم إنما هم ذرّية نوح.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

الثاني: {وجعلنا ذريته هم الباقين} يفيد الحصر، وذلك يدل على أن كل من سواه وسوى ذريته فقد فنوا.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

الحصر في الآية بالنسبة إلى من في السفينة ممن عدا أولاده وأزواجهم؛ فكأنه قيل: وجعلنا ذريته هم الباقين لا ذرية من معه في السفينة، وهو لا يستلزم عدم بقاء ذرية من لم يكن معه.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

تتضمن قدر الله بأن يجعل من ذرية نوح عماراً لهذه الأرض وخلفاء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

ظاهر هذا أن من آمن مع نوح من غير أبنائه لم يكن لهم نسل.

قال ابن عباس: لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا وُلده ونساءه، وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلَك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل} [هود: 40]، وهذا جار على أن الطوفان قد عمّ الأرض كلها واستأصل جميع البشر إلا مَن حملهم نوح في السفينة وقد تقدم خبره في سورة هود.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

فهو الأب الثاني للبشرية من بعد آدم.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

إلى يوم القيامة، وهذا جزاء له على صبره في دعوته وإخلاصه وصدقه فيها؛ إذ كل الناس اليوم من أولاده الثلاثة.