المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَجَعَلۡنَا ذُرِّيَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِينَ} (77)

وقوله تعالى : { وجعلنا ذريته هم الباقين } قال ابن عباس وقتادة : أهل الأرض كلهم من ذرية نوح ، قال الطبري : والعرب من أولاد سام ، والسودان من أولاد حام ، والترك والصقلب وغيرهم من أولاد يافث ، وروي عن سمرة بن جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ { وجعلنا ذريته هم الباقين } فقال : «سام وحام ويافث »{[9869]} ، وقالت فرقة : إن الله تعالى أبقى ذرية نوح ومد نسله وبارك في ضئضئه{[9870]} وليس الأمر بأن أهل الأرض انحصروا إلى نسله بل في الأمم من لا يرجع إليه ، والأول أشهر عند علماء الأمة وقالوا { نوح } هو آدم الأصغر .


[9869]:أخرجه الترمذي وحسنه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه. وأخرج ابن سعد، وأحمد، والترمذي وحسنه، وأبو يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، عن سَمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم)(الدر المنثور).
[9870]:الضئضئ: الأصل والمعدن، وفي الحديث الشريف أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم الغنائم، فقال له: اعدل فإنك لم تعدل، فقال:(يخرج من ضئضئي هذا قوم يقرءون القرآن لا يتجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية)، أي: من أصله ونسله، وقال الكميت: وجدتك في الضنء من ضئضئي أحلّ الأكابر منه الصغارا وعن عمر رضي الله تعالى عنه قال: أعطيت ناقة في سبيل الله، فأردت أن أشتري من نسلها- أو قال: من ضئضئها- فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(دعها حتى تجيء يوم القيامة هي وأولادها في ميزانك).