التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي} (32)

وقوله - سبحانه - : { واجعل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشدد بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ في أَمْرِي } دعاء آخر تضرع به إلى ربه فى أمر خارجى عنه ، بعد أن دعاه فى أمر يتعلق بصدره ولسانه .

وقوله : { وَزِيراً } من الموازرة وهى المعاونة . يقال : وازرت فلانا موازرة ، إذا أعنته على أمره ، أو من الوزر - بفتح الواو والزاى - وهو الملجأ الذى يعتصم به الإنسان لينجو من الهلاك .

أى : وأسالك - يا إلهى - أن تجعل لى " وزيرا " أى : معينا وظهيرا من أهلى فى إبلاغ رسالتك ، وهذا الوزير المعين هو أخى هارون ، الذى أسألك أن تقوى به ظهرى ، وأن تجعله شريكا لى فى تبليغ رسالتك ، حتى نؤديها على الوجه الأكمل ، وكأن موسى - عليه السلام - قد علم من نفسه حدة الطبع ، وسرعة الانفعال ، فالتجأ إلى ربه لكى يعينه بأخيه هارون ، ليقويه ويتشاور معه فى الأمر الجليل الذى هو مقدم عليه ، وهو تبليغ رسالة الله إلى فرعون الذى طغى وبغى وقال لقومه أنا ربكم الأعلى .

قال ابن عباس : نبىء هارون ساعتئذ حين بنىء موسى .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي} (32)

ويتروى معه في الأمر الجليل الذي هو مقدم عليه .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي} (32)

ثم أبدل { هارون } من الوزير المطلوب ، ويحتمل أن يريد واجعل هارون وزيراً ، فإنما ابتدأ الطلب فيه فيكون على هذا مفعولاً أولاً ب { اجعل } . وكان هارون عليه السلام أكبر من موسى بأربعة أعوام .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَشۡرِكۡهُ فِيٓ أَمۡرِي} (32)

وأيضاً في التعاون على أداء الرسالة تقليل من الاشتغال بضرورات الحياة ، إذ يمكن أن يقتسما العملَ الضروري لحياتهما فيقلّ زَمن اشتغالهما بالضروريات وتتوفّر الأوقات لأداء الرسالة . وتلك فائدة عظيمة لكليهما في التبليغ .

والذي ألجأ موسى إلى سؤال ذلك علمُه بشدّة فرعون وطغيانه ومنعه الأمة من مفارقة ضلالهم ، فعلم أنّ في دعوته فتنة للداعي فسأل الإعانة على الخلاص من تلك الفتنة ليتوفّرا للتسبيح والذكر كثيراً .