التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ وَعْدَ الله لاَ يُخْلِفُ الله وَعْدَهُ } .

ولفظ " وعد " منصوب بفعل محذوف .

أى : وعد الله المؤمنين بالنصر وبالفرح وعدا مؤكدا ، وقد اقتضت سنته - سبحانه - أنه لا يخلف وعده .

{ ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } ذلك ، لا نطماس بصائرهم ، ولاستيلاء الجهل على عقولهم ، ولاستحواذ الشيطان عليهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (6)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَعْدَ اللّهِ لاَ يُخْلِفُ اللّهُ وَعْدَهُ وَلََكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وعد الله جلّ ثناؤه ، وعد أن الروم ستغلب فارس من بعد غلبة فارس لهم . ونصب وَعْدَ اللّهِ على المصدر من قوله وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ لأن ذلك وعد من الله لهم أنهم سيغلبون ، فكأنه قال : وعد الله ذلك المؤمنين وعدا . لا يُخْلفُ اللّهُ وَعْدَهُ يقول تعالى ذكره : إن الله يفي بوعده للمؤمنين أن الروم سيغلبون فارس ، لا يخلفهم وعده ذلك ، لأنه ليس في مواعيده خلف . ولكِنّ أكْثَرَ النّاسِ لا يعْلَمُونَ يقول : ولكنّ أكثر قريش الذين يكذّبون بأن الله منجز وعده المؤمنين ، من أن الروم تغلب فارس ، لا يعلمون أن ذلك كذلك ، وأنه لا يجوز أن يكون في وعد الله إخلاف .