التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (139)

ولذا جاءت نهايتهم الأليمة بسرعة وحسم ، قال - تعالى - : { فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ } .

أى : أصر قوم هود على باطلهم وغرورهم فأهلكناهم { وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى القوم فِيهَا صرعى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } أهكلهم الله - تعالى - دون أن تنفعهم أموالهم ، أو قوتهم التى كانوا يدلون بها ويقولون : { مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً } وختم - سبحانه - قصتهم بما ختم به قصة نوح مع قومه من قبلهم ، فقال - تعالى - : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العزيز الرحيم } .