فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ} (139)

{ فأهلكناهم } دمرناهم وقتلناهم .

{ فكذبوه } أصروا على التكذيب بالحق ، والتطاول على الخلق ، كما شهد عليهم الذكر الحكيم : ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ){[2737]} ، لقد كانوا يعرفون الرشد وأنعم الله ثم ينكرونها ، كما وصفهم الله تعالى وقرناءهم بقوله الكريم : ( . . وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين ){[2738]} .

{ فأهلكناهم }فمحوناهم ودمرناهم ، ( ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ){[2739]} وأنزلنا البأس والعاصفة العقيم ، ( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ){[2740]} ، وفي ذلك البطش الشديد يقول ربنا الفعال لما يريد : ( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية . فهل ترى لهم من باقية ){[2741]} .

إن في انتقامنا من كل باغ عات لعلامة على اقتدارنا ، وعبرة لخلقنا ، ولم يصدق بدعوة التوحيد من قوم هود إلا قلة تداركهم الله تعالى فأنقذهم من البلاء الذي حل بقومهم ، يقول ربنا سبحانه : ( فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين }{[2742]} .


[2737]:سورة فصلت. الآية 15.
[2738]:سورة العنكبوت. من الآية 38.
[2739]:سورة هود. الآية 58.
[2740]:سورة الذاريات. الآية 42.
[2741]:سورة الحاقة. الآيات: 6، 7، 8.
[2742]:سورة الأعراف. الآية 72.