التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لِمَ تَسۡتَعۡجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِۖ لَوۡلَا تَسۡتَغۡفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (46)

وقوله - تعالى - : { قَالَ ياقوم لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بالسيئة قَبْلَ الحسنة . . . } بيان لما وجهه صالح إلى الكافرين من قومه ، من نصائح حكيمة . . .

أى : قال صالح - عليه السلام - للمكذبين لرسالته من قومه بأسلوب رقيق حكيم : يا قوم لماذا كلما دعوتكم إلى الحق أعرضتم عن دعوتى ، وآثرتم الكفر على الإيمان ، واستعجلتم عقوبة الله - تعالى - التى حذرتكم منها ، قبل أن تتضرعوا إليه - سبحانه - بطلب الهداية والرحمة .

وقوله : { لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } حض منه على الإقلاع عما هم فيه من عناد وضلال .

أى : هلا استغفرتم الله - تعالى - وأخلصتم له العبادة ، واتبعتمونى فيما أدعوكم إليه ، لكى يرحمكم ربكم ويعفو عنكم .

فالمراد بالسيئة : العذاب الذى تعجلوه ، والذى أشار إليه - سبحانه - فى قوله : { فَعَقَرُواْ الناقة وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ائتنا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ المرسلين }