الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لِمَ تَسۡتَعۡجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِۖ لَوۡلَا تَسۡتَغۡفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (46)

السيئة : العقوبة ، والحسنة : التوبة ،

فإن قلت : ما معنى استعجالهم بالسيئة قبل الحسنة ؟ وإنما يكون ذلك إذا كانتا متوقعتين إحداهما قبل الأخرى ؟ قلت : كانوا يقولون لجهلهم : إن العقوبة التي يعدها صالح عليه السلام إن وقعت على زعمه ، تبنا حينئذٍ واستغفرنا - مقدّرين أن التوبة مقبولة في ذلك الوقت - . وإن لم تقع ، فنحن على ما نحن عليه ، فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب قولهم واعتقادهم ، ثم قال لهم : هلا تستغفرون الله قبل نزول العذاب ؟ { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } تنبيهاً لهم على الخطأ فيما قالوه ؛ وتجهيلاً فيما اعتقدوه .