سورة   النمل
 
السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ لِمَ تَسۡتَعۡجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِۖ لَوۡلَا تَسۡتَغۡفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (46)

ثم استعطف صالح عليه السلام على المكذبين بأن { قال } لهم { يا قوم لم تستعجلون } أي : تطلبون العجلة بالإتيان { بالسيئة } أي : التي مساءتها ثابتة وهي العقوبة التي أنذرت بها من كفر { قبل } الحالة { الحسنة } من الخيرات التي أبشركم بها في الدنيا والآخرة إن آمنتم ، والاستعجال : طلب الإتيان بالأمر قبل الوقت المضروب ، واستعجالهم لذلك بالإصرار على سببه وقولهم استهزاءً { ائتنا بما تعدنا } وكانوا يقولون إنّ العقوبة التي يعدها صالح إن وقعت على زعمه تبنا حينئذ واستغفرنا ، فحينئذ يقبل الله تعالى توبتنا ويدفع العذاب عنا .

فخاطبهم صالح عليه السلام على حسب عقولهم واعتقادهم فقال : { لولا } أي : هلا ولم لا { تستغفرون الله } أي : تطلبون غفرانه قبل نزول العذاب ، فإنّ استعجال الخير أولى من استعجال الشرّ { لعلكم ترحمون } تنبيهاً لهم على الخطأ فيما قالوه فإنّ العذاب إذا نزل بهم لا تقبل توبتهم .

تنبيه : وصف العذاب بأنه سيئة مجازاً إمّا لأن العقاب من لوازمه أو لأنه يشبهه في كونه مكروهاً ، وأمّا وصف الرحمة بأنها حسنة فقيل حقيقة وقيل مجاز .