التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي  
{هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ} (21)

ثم بين - سبحانه - أحوالهم بعد هذه الزجرة فقال : { وَقَالُواْ ياويلنا } أى : وقالوا بعد أن خرجوا من قبورهم فى ذهول : { ياويلنا } أى : يا هلا كنا أحضر فهذا أوان حضورك .

وقوله { هذا يَوْمُ الدين } يصح أن يكون من كلام بعضهم مع بعض بعد أن رأوا أن ما كانوا ينكرونه ، قد أصبح حقيقة واقعة أمام أعينهم .

أى : قال بعضهم لبعضهم فى ذعر وفزع : يا ويلنا هذا يوم الجزاء على الأعمال . الذى كنا ننكره فى الدنيا ، قد أصبح حقيقة ماثلة أمام أعيننا .

ويصح أن يكون هو وما بعده ، وهو قوله - تعالى - : { هذا يَوْمُ الفصل الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } من كلام الملائكة على سبيل التأنيب لهم .

أى : تقول لهم الملائكة : اطلبوا ما شئتم من الويل والهلاك ، فهذا اليوم هو يوم الجزاء على الأعمال ، وهو يوم الفصل والقضاء الذى كنتم تكذبون به فى الدنيا ، وتستهزئون ممن يأمركم بحسن الاستعداد له ، وينذركم بسوء المصير إذا ما سرتم فى طريق الكفر به ، والإِنكار له .