فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قِيلَ ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ} (72)

{ قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين( 72 ) } .

فيقول خزنة جهنم للذين كفروا-بعد إقرار الكفار على أنفسهم بما كانوا يصرون عليه من الضلال-ادخلوا من أبواب جهنم السبعة-أجارنا الله منها-ويُزَجُّونَ فيها على قدر ما اقترف كل منهم من آثام ، وما اجترح في دنياه من سيآت ، مصداقا لقول سبحانه : { وإن جهنم لموعدهم أجمعين . لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم }{[3995]} ، وتملأ الزبانية قلوب المعذبين حسرات ؛ فيخبرونهم أن منازلهم التي أنزلوها في السعير لا خروج لهم منها ، ولا زوال لهم عنها ، بل هم فيها ماكثون ، فبئس المقيل والمستقر ؛ وأي مثوى أتعس من لهيب مسعر يحيط بأجسادهم { إنها عليهم موصدة . في عمد ممددة }{[3996]} . ونزلهم شجرة الزقوم{ كالمهل يغلي في البطون . كغلي الحميم }{[3997]} جزاء وفاقا للتأبي على الحق في الدنيا ، والصد عن سبيل الهدى ، والتعالي عن الإذعان لأمر ربنا الكبير المتعال .


[3995]:سورة الحجر.الآيتان: 43، 44.
[3996]:سورة الهمزة.الآيتان: 8، 9.
[3997]:سورة الدخان.الآيتان:45، 46.