الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لَنَا لَلۡأٓخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ} (13)

{ وإن لنا للآخرة والأولى } فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لَنَا لَلۡأٓخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ} (13)

" وإن لنا للآخرة والأولى " " للآخرة " الجنة . " والأولى " الدنيا . وكذا روى عطاء عن ابن عباس . أي الدنيا والآخرة{[16119]} لله تعالى . وروى أبو صالح عن ابن عباس قال : ثواب الدنيا والآخرة ، وهو كقوله تعالى : " من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة " [ النساء : 134 ] فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق .


[16119]:آية 134 سورة النساء.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِنَّ لَنَا لَلۡأٓخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ} (13)

ولما بين ما ألزمه نفسه المقدس فصار كأنه عليه لتحتم وقوعه فكان ربما أوهم أنه يلزمه شيء ، أتبعه ما ينفيه ويفيد أن له غاية التصرف فلا يعسر عليه شيء أراده فقال : { وإن لنا } أي يا أيها المنكرون خاصاً بنا ، وقدم ما العناية به أشد لأجل إنكارهم لا للفاصلة ، فإنه يفيدها مثلاً أن يقال : للعاجلة والأخرى ، فقال : { للآخرة والأولى * } فمن ترك ما بينا له من طريق الهداية لم يخرج عن كونه لنا ولم يضر إلا نفسه ولنا التصرف التام ، بما نقيم من الأسباب المقربة للشيء جداً ، ثم بما نقيم من الموانع الموجبة لبعده غاية البعد ، فنعطي من نشاء ما نشاء ونمنع من نشاء ما نشاء ، ومن طلب منهما شيئاً من غيرنا فال رأيه وخاب سعيه ، وليس التقديم لأجل الفاصلة ، فقد ثبت بطلان هذا وأنه لا يحل اعتقاده في غير موضع ، منها آخر سورة براءة ، وأنه لا فرق بين أن يعتقد أن فيه شيئاً موزوناً بقصد الوزن فقط ليكون شعراً ، وأن يعتقد أن فيه شيئاً قدم أو أخر لأجل الفاصلة فقط ليكون سجعاً ، على أنه لو كان هذا لأجل الفاصلة فقط لكان يمكن أن يقال : للأولى - أو للأولة - والأخرى مثلاً .