اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِنَّ لَنَا لَلۡأٓخِرَةَ وَٱلۡأُولَىٰ} (13)

قوله تعالى : { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأولى } ، أي : لنا كل ما في الدنيا ، والآخرة ، فلا يضرنا ترككم الاهتداء بهدانا ، ولا يزيد في ملكنا اهتداؤكم بل نفع ذلك وضره عائدان عليكم ، ولو شئنا لمنعناكم عن المعاصي لكن ذلك يخل بالتكليف ، بل نمنعكم بالبيان والتعريف ، والوعد والوعيد ، ونكون نحن نملك الدارين ، فليطلب منا سعادة الدارين ؛ فالأول أوفق لقول المعتزلة ، والثاني أوفق لقولنا .

وروى أبو صالح عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : ثواب الدنيا والآخرة ، وهو كقوله تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدنيا فَعِندَ الله ثَوَابُ الدنيا والآخرة } [ النساء : 134 ] فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق{[60351]} .


[60351]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (20/58).