الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَعَقَرُوهَا فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ} (157)

وروي أن مسطعا ألجأها إلى مضيق في شعب ، فرماها بسهم فأصاب رجلها فسقطت : ثم ضربها قدار . وروي أنّ عاقرها قال : لا أعقرها حتى ترضوا أجمعين ، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون : أترضين ؟ فتقول : نعم ، وكذلك صبيانهم .

فإن قلت : لم أخذهم العذاب وقد ندموا ؟ قلت : لم يكن ندمهم ندم تائبين ، ولكن ندم خائفين أن يعاقبوا على العقر عقاباً عاجلاً ، كمن يرى في بعض الأمور رأياً فاسداً ويبني عليه ، ثم يندم ويتحسر كندامة الكسعيّ أو ندموا ندم تائبين ولكن في غير وقت التوبة ، وذلك عند معاينة العذاب . وقال تعالى : { وََلَيْسَتِ التوبة لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السيئات } الآية [ التوبة : 18 ] . وقيل : كانت ندامتهم على ترك الولد ، وهو بعيد . واللام في العذاب : إشارة إلى عذاب يوم عظيم .