{ فعقروها }فذبحوا الناقة واستعلنوا بعصيان أمر الله تعالى وعناد نبيه ونقض عهده ، في هذه الآية نسب ذبحها إلى القوم الظالمين جميعا ، وفي آيات أخر نسب الذبح إلى واحد منهم كما جاء في قول المولى- تبارك اسمه- : ( كذبت ثمود بطغواها . إذا انبعث أشقاها . فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ){[2759]} ، لكن لما رضوا بفعله بل انتدبوه له شاركوه جميعا البغي والفجور ، وقاسموه العاقبة العاجلة للعتو والفجور ، وسيقاسمونه العذاب البئيس الغليظ المقيم يوم البعث والنشور ، فقد شهد القرآن الكريم أنهم استنفروه لذبحها ، قال الله سبحانه : ( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ){[2760]} وقال عز من قائل : ( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر . فكيف كان عذابي ونذر ){[2761]} .
{ فأصبحوا نادمين }- أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب . . . وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا ، بل طلبوا صالحا عليه السلام ليقتلوه . . -{[2762]} أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى ما بينته الآيات التي في سورة النمل : ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون . قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون . ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون . فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ){[2763]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.