فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَعَقَرُوهَا فَأَصۡبَحُواْ نَٰدِمِينَ} (157)

{ فعقروها } فذبحوها .

{ فعقروها }فذبحوا الناقة واستعلنوا بعصيان أمر الله تعالى وعناد نبيه ونقض عهده ، في هذه الآية نسب ذبحها إلى القوم الظالمين جميعا ، وفي آيات أخر نسب الذبح إلى واحد منهم كما جاء في قول المولى- تبارك اسمه- : ( كذبت ثمود بطغواها . إذا انبعث أشقاها . فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها ){[2759]} ، لكن لما رضوا بفعله بل انتدبوه له شاركوه جميعا البغي والفجور ، وقاسموه العاقبة العاجلة للعتو والفجور ، وسيقاسمونه العذاب البئيس الغليظ المقيم يوم البعث والنشور ، فقد شهد القرآن الكريم أنهم استنفروه لذبحها ، قال الله سبحانه : ( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ){[2760]} وقال عز من قائل : ( فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر . فكيف كان عذابي ونذر ){[2761]} .

{ فأصبحوا نادمين }- أي على عقرها لما أيقنوا بالعذاب . . . وقيل : لم ينفعهم الندم لأنهم لم يتوبوا ، بل طلبوا صالحا عليه السلام ليقتلوه . . -{[2762]} أقول : ولعل مما يشير إلى هذا المعنى ما بينته الآيات التي في سورة النمل : ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون . قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون . ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون . فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ){[2763]} .


[2759]:سورة الشمس. الآيات من 11 إلى 13.
[2760]:سورة الأعراف. الآية 77.
[2761]:سورة القمر. الآيتان: 29 و 30.
[2762]:ما بين العارضتين مما نقل القرطبي
[2763]:سورة النمل. الآيات من: 48 إلى 51.