الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قَالَ فَعَلۡتُهَآ إِذٗا وَأَنَا۠ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ} (20)

فأجابه موسى بأن تلك الفعلة إنما فرطت منه وهو { مِنَ الضالين } أي الجاهلين . وقراءة ابن مسعود : «من الجاهلين » ، مفسرة . والمعنى : من الفاعلين فعل أولى الجهل والسفه . كما قال يوسف لإخوته : { هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جاهلون } [ يوسف : 89 ] أو المخطئين كمن يقتل خطأ من غير تعمد للقتل . أو الذاهبين عن الصواب . أو الناسين ، من قوله : { أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكّرَ إِحْدَاهُمَا الأخرى } [ البقرة : 282 ] وكذب فرعون ودفع الوصف بالكفر عن نفسه ، وبرّأ ساحته ، بأن وضع الضالين موضع الكافرين رَبئاً بمحل من رشح للنبوّة عن تلك الصفة .